المحبة والسلام في ألوان الفرح :
مشروع رسم أطول لوحة عن المحبة والسلام .. حلم يتحقق :
دأبت منذ بداية حياتي الفنية إلى ربط الفن بالمجتمع ، واستثرت العديد من أفراد المجتمع خاصة الموهوبين للانخراط في واقع الفن التشكيلي ، فالعلاقة بين الفن والإنسان علاقة ديناميكية تتشكل معطياتها دائماً وفقاً للظروف الحضارية التي تعيش الشعوب والأفراد في إطارها . ومشروعنا هذا الذي بدأناه لنخاطب العديد من أفراد المجتمع في العالم وهو رسم لوحة جماعية عن المحبة والسلام يشترك فيها فئات مختلفة في ثقافتهم ورؤيتهم للمحبة والسلام في عمل واحد ، يلغي روح الأنا التي تسيطر على الفنان في عمله الفني معظم الأحيان ويوحدهم في عمل إنساني واحد ، وأن النفس البشرية رغم كل ما لها من خصوصية لدى الفرد المبدع هي في وجودها الظاهري نفس جماعية ، تتحرك مع الجماعة أو بالجماعة ، ومن ثم يمكن اكتشاف نوع من الانسجام بين الحقيقة النفسية والحقيقة الاجتماعية في تفسير الظاهرة الفنية أو في تفهم أبعادها ودلالاتها ، وهذا ما اجتهدنا في محاولة الوصول إليه في هذه اللوحة أو هذا المشروع ، الذي نسعى من خلاله التواصل مع شعوب العالم بالمحبة واحترام الذات ، والتقارب في مفهوم ثقافة المحبة والسلام ، وهذه المبادرة قد تكون من أساسيات مبدؤنا الذي اتخذناه خطاً للسير عليه في حياتنا الفنية ، قد تكون مهمة الفنان هي الفن في ظاهرها ، بل أن الفن وسيلة الفنان في التعبير عن همومه وهموم مجتمعه والتعامل والاتصال بغيره من الناس ، وعمليات الاتصال دائماً ذات مسئولية مزدوجة ، جزء منها يقع على المرسل والجزء الآخر يقع على المستقبل ، فإذا ما تحدث شخص ، عليه أن يتحدث بصوت مرتفع وهذه مسئوليته ، وعلى الثاني أن ينصت إليه وهذه مسئوليته ، وإلا اختل الحديث وأصبح مشوشاً وخال من الفائدة المرجوة منه ، وعلى نفس الصورة ، وبنفس المبدأ تسير عملية التذوق الفني ، فالفنان طرف في عملية التذوق ، وعليه جانب من مسئوليتها ، والمستمتع طرف آخر وعليه جانب آخر من مسئوليتها ، وفي مشروعنا هذا ننشد جانبين ، الأول هو خلق روح التواصل بيننا وشعوب العالم عبر هذه اللوحة ، والثاني هو خلق حوار فني بين المتلقي والفنان للتذوق الفني ، وعملية التذوق الفني ذات مسؤولية مزدوجة جانب منها يقع على الفنان والجانب الآخر يقع على المتلقي ، ولا يتم العمل الفني عل مستوى واحد من النجاح ، بل يأتي عادةً على مستويات متفاوتة ، وهذا بطبيعة الحال يتوقف على مدى وعي وإدراك كل من يشترك في العملية بدوره ومسئوليته ، فإذا كان هذا الوعي على مستوى مرتفع ، كانت عملية التذوق على نفس الصورة ، ويأتي دور الفنان ومسئوليته في تقديم عمله الفني ذات طابع مميز ،وهذا ما سعينا ونسعى له طوال مسيرتنا الفنية ، وهذا ما نقدمه اليوم في هذا المشروع الفني الجميل ، وهو رسم جماعي في لوحة يسودها الحب والألفة والتواصل ، كانت انطلاقتنا الأولى لهذا المشروع في مهرجان الدوخلة لعيد الأضحى للعام 2006م بمدينة سنابس بمحافظة القطيف حيث أقمنا ولمدة ثلاثة أيام ورشة عمل تضم نخبة من الفنانين والفنانات من القطيف وبعض مناطق المملكة والوطن العربي ، رسموا ألوان الفرح ممزوجة بحب الوطن ، وكانت النتائج مميزة ، من حيث القيمة الفنية والاتصال بالجمهور مباشرة والحديث معهم حول الفن ، وجاءت الخطوة الثانية في منطقة الجوف في ملتقى الجوف الأول للفنون بالنادي الأدبي ، والذي شارك فيها عشرة فناني من مختلف مناطق المملكة ، أما الخطوة الثالثة فكانت من أهم التجارب للمشروع ، وكانت في المخيم الكشفي العالمي بالمملكة المتحدة بمناسبة مائة عام على تأسيس الحركة الكشفية في العالم ، وكانت اللوحة ضمن ورش العمل لمشاركة جمعية الكشافة العربية السعودية في هذا المخيم ، وقد شارك في اللوحة قرابة أربعة آلاف كشاف من مختلف دول العالم ، حيث وصل عدد المشاركين في المخيم خمسون ألف كشاف ، وكانت هذه الورشة بشهادة الجميع من أهم الورش التي قدمت في المخيم ، وقد شارك فيا رؤساء دول وسفراء وشخصيات مهمة في المجتمع ، وتناولت في هذا المشروع ثلاثة أفكار ، الأولى رسم ثقافة المحبة والسلام بمفهوم الشعوب ، والثانية طباعة أيدي المشاركين بألوان يحبونها للتعبير عن المساواة بين الشعوب ، والثالثة كتابة المحبة والسلام بلغات العالم ، وكان الإقبال على المشاركة في اللوحة كبير جداً وممتع للغاية ، أما الخطوة الرابعة فكانت في مهرجان المنستير الدولي للفنون التشكيلية بالجمهورية التونسية ، وقد شارك عشرون فناناً وفنانة من مختلف دول العالم للتعبير عن حبهم للمشروع والمحبة والسلام ، أما الخطوة الخامسة فكانت في مجمع ابن خلدون بلازا بالدمام في مهرجان رمضان للفنون الذي نظمناه حباً للوطن في يوم الوطن ، فكان شهر رمضان حافل برسم اللوحة ومرسم الأطفال ومعرض فنانين المملكة ( تاريخ وعراقة ) الذي شارك فيه نخبة من فنانين المملكة التشكيليين .
ويبقى هذا المشروع في بدايته ليتحقق الأمل والحلم بأن تصل اللوحة إلى قلوب العالم ، وتبقى خالدة كباقي الأعمال الخالدة التي أصبحت رمزاً لأوطانهم ، والأمل كبير في تسجيل هذا العمل ضمن كتاب جينيس للأرقام العالمة كأطول لوحة جماعية عن المحبة والسلام في العالم ، ومن الواجب هنا أن أقدم جزيل شكري إلى جميع من وقف معي وساندني لتحقيق هذا المشروع وإظهاره للوجود ، وأخص بالذكر جمعية الكشافة العربية السعودية ومجموعة سلمان الجشي لدعمهم السخي للتواصل في المشروع والمشاركة في المخيم الكشفي العالمي بالمملكة المتحدة ، والشكر موصول لجميع الفنانين والمشاركين في اللوحة .
مسيرتنا تتواصل بدعمكم
وحلمنا يتحقق بتوفيق من الله العلي القدير وتشجيعكم
ولنا ولكم مزيد من التوفيق
محطاتنا القادمة : دولة قطر – اسبانيا – الدوادمي
عبد العظيم محمد الضامن
www.dhamenart.com
Bookmarks